تذبذب الأسهم الآسيوية مع ترقب أرباح الشركات ومخاطر الرسوم الجمركية

المؤلف: 08.09.2025
تذبذب الأسهم الآسيوية مع ترقب أرباح الشركات ومخاطر الرسوم الجمركية

شهدت الأسواق الآسيوية تقلبات ملحوظة اليوم الثلاثاء، مع بداية أسبوع حافل بإعلانات نتائج أعمال الشركات، حيث يترقب المستثمرون إشارات قوية تدل على قدرة هذه الشركات على الصمود في وجه تحديات الرسوم الجمركية.

في اليابان، سجل مؤشر "نيكاي" ارتفاعًا مفاجئًا بنسبة 1.1%، قبل أن يقلص جزءًا من هذه المكاسب، وسط تصريحات من رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، الذي أكد استمراره في قيادة الحكومة على الرغم من خسارة الائتلاف الحاكم لأغلبيته في انتخابات مجلس الشيوخ. وقد تراجع الين الياباني بشكل طفيف بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 1% يوم أمس الإثنين. واستقر مؤشر أسهم آسيا والمحيط الهادئ التابع لـ"MSCI" بعد ارتفاعه بنسبة 0.4% في وقت سابق.

شهدت سندات الخزانة الأمريكية إقبالًا ملحوظًا، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات للجلسة الخامسة على التوالي ليصل إلى 4.37%. وفي المقابل، استمرت أسعار النفط في الانخفاض، بينما حافظ مؤشر الدولار على استقراره.

رهانات قوية تتحدى التوترات التجارية والجيوسياسية

حققت الأسهم مكاسب ملحوظة منذ تراجعها في شهر أبريل، مدفوعة بتركيز مديري الصناديق على تعزيز انكشافهم على الأصول التي تنطوي على مخاطر أعلى، وسط صعود الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية، وتجاهل التوترات التجارية والجيوسياسية المستمرة.

تستند هذه الرهانات القوية إلى افتراض مفاده أن الرئيس دونالد ترمب، على الرغم من تهديداته بإحداث اضطرابات اقتصادية جديدة، سيتراجع في اللحظة الأخيرة. ومن المتوقع أن يشهد هذا الاتجاه الصعودي اختبارًا حاسمًا هذا الأسبوع مع إعلان شركات عملاقة مثل "تسلا" و"ألفابت" عن نتائج أرباحها.

أكدت ستيفاني ليونغ، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في "ستاش أواي"، أن "الأساسيات لا تزال قوية للغاية"، مضيفة أن "احتمال دخول أمريكا في ركود اقتصادي قريب ضعيف للغاية".

كما تابع المستثمرون عن كثب الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية يوم الإثنين، حيث أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى أن ترمب قد يصدر المزيد من القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية الأحادية قبل الأول من أغسطس. وأضافت أن مزيدًا من الاتفاقات التجارية قد يتم إبرامها قبل الموعد النهائي ذاته.

ترقب حذر في اليابان بعد خسارة الائتلاف الحاكم

في سياق ذي صلة، من المتوقع أن يكون الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن أحدث زعيم أجنبي يسعى لإبرام اتفاق تجاري قبل الموعد النهائي الأمريكي للرسوم، حيث من المقرر أن يلتقي ترمب في المكتب البيضاوي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.

يركز المتداولون في السوق على أداء الأسواق اليابانية في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي بعد خسارة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في انتخابات الأحد.

أوضح هيدييوكي إيشيغورو، كبير الاستراتيجيين في "نومورا لإدارة الأصول"، أنه "مع انتهاء الانتخابات، تضاءلت احتمالية ظهور اتجاه لبيع الأسهم اليابانية بسبب المخاوف من الإنفاق المالي المفرط"، مما يدعم أسعار الأسهم، لكنه أضاف أن حالة عدم اليقين المحيطة بالمشهد السياسي الجديد من المرجح أن تحد من المكاسب المحققة.

سندات اليابان تحت وطأة الضغوط

لا تزال سندات الحكومة اليابانية عرضة لمزيد من عمليات البيع في أعقاب الانتخابات، إلا أن رد الفعل الفوري يوم الثلاثاء كان محدودًا بسبب الانتعاش الذي شهدته أسواق السندات العالمية، وانخفضت السندات اليابانية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف فقط مع استئناف التداول في طوكيو، ما دفع العائدات للارتفاع بمقدار 1.5 نقطة أساس.

أشار كازوهييرو ساساكي، رئيس قسم الأبحاث في "فيليب سيكيوريتيز اليابان"، إلى أن "السوق كانت على علم بأن المنافسة ستكون محتدمة، وقد أخذت في الحسبان احتمال خسارة الائتلاف للأغلبية"، مضيفًا أن إعلان إيشيبا عن استمراره في منصبه رغم موقعه الضعيف يوفر حاليًا نوعًا من الطمأنينة للمستثمرين.

الأسواق الأمريكية في حالة ترقب وتفاؤل بشأن أداء أرباح الشركات

في الولايات المتحدة، انطلق موسم أرباح الربع الثاني بقوة، مدعومًا باستمرار قوة إنفاق المستهلكين التي تعزز من متانة أرباح الشركات. ولكن بعد سلسلة من المستويات القياسية، يتم تداول مؤشر "إس آند بي 500" حاليًا عند حوالي 22 ضعفًا لأرباح 12 شهرًا متوقعة. ولم يسجل المؤشر أي تحرك بنسبة 1% صعودًا أو هبوطًا منذ أواخر يونيو.

أوضحت أولريكه هوفمان من "يو بي إس لإدارة الثروات العالمية" أنه "على الرغم من أن الأسهم قد تحتاج إلى فترة لالتقاط الأنفاس، فإننا نؤمن بأن السوق الصاعدة لا تزال قائمة"، مضيفة "نحافظ على هدفنا السعري لمؤشر إس آند بي 500 عند 6500 نقطة بحلول يونيو 2026، ونوصي باستغلال فترات التقلب للدخول التدريجي إلى الأسواق".

في سياق منفصل، علق وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت على تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، قائلاً إنه يجب مراجعة قرار ترميم بعض أجزاء المقر الرئيسي للبنك المركزي في واشنطن.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة